الديمقراطية فتاة عاهرة ..حتى تعرف السياسة الجزائرية بقلمي
الأربعاء، 29 فبراير 2012
مقالات و روايات شخصية
يبدو أن الخريف العربي الذي يريد البعض تصوريه على أنه " ربيع " قد حصد أكثر مما زرع و قد أخذ أكثر مما أعطى .
فبعد ليبيا و سوريا هناك من سيعاني حتما من هذه الشتاء المظلمة الباردة و القارصة التي لا ترحم .
إن جدتي قبل أن ترحل علينا إلى الابد سمعتها مرة توصي أبي الذي أصبح ينسى منذ مدة أنه يملك عائلة و أبناء و أصبح يجري وراء " مؤخرات السياسة " سمعتها و كان لي الشرف و أنا صغير لا أتجاوز 15 سنة أن أحفظ كلامها الذي صنفته أنذاك في'' الكلام الخطير'' الذي لا ينسى دون أن أفهم معناه الحقيقي :
كانت تقول له وهي التي لا تفهم في السياسة و لم تعرف باب المدرسة : إحذر من'' المقروطة '' - وكانت تقصد الديمقراطية - هذه المقروطة التي تعني الحرية ...أو أقولك كلام أحسن أترك السياسة كلها .
فرد بصمت رهيب : السياسة لا يمكن يا أمي .
فقالت له :" شوف " أنا الان في عمري 90 سنة و ستنتهي صلاحيتي قريبا ..لقد مارست المقروطة طيلة 40 سنة سابقة ..لقد مارستها منذ ما كان عمري 50 سنة مارست حريتي و كذبت عليكم طيلة هذه السنوات .
شاهدني الان يابني لقد كنت منذ عمر الخميس أن أقوم بكل الحركات التي كنت أدعى أني لا أستطع العمل بها . لقد كذبت عليكم عندما قلت لكم أني لا أستطع عمل شيئا لا أستطع الحركة لا أستطع التنقل ولا عمل أي شي
ولكن الحقيقة هي عكس ذلك فأنا إلى اليوم يمكنني عمل كل ماقلت أنه لايمكن ..لقد كذبت عليكم ...لقد مارست المقروطة ...مارست الحرية. و كذبت على الجميع .
لهذا لا أنصحكم بعدم العمل بالمقروطة فإنها في الواقع كذب و أوهام و مثالي بسيط .
أبي في الواقع كان يسمع فقط و لم يكن يناقش و بالتالي لم يكن يمارس في ديمقراطية مع أفراد العائلة الاكبر منه بالرغم من أنه كان دائما يتغنى بالديمقراطية في جميع شعاراته السياسية و خاصة في المؤتمراته الحزبية .
ولكني مازلت أتذكر عندما عاد يوما بعد وفاة جدتي بسنوات مؤكدا أن كلامها كان على صواب و أن الحرية في الجزائر مجرد أوهام .
قالي لي بالحرف الواحد أنه من المستحسن عدم تمرير الحرية بسهولة للشعوب و عدم الاعتراف السريع بحقوق المرأة في البلاد .
لم أكن أعرف حقيقة توتر الاب بهذا الشكل و حقيقة دورانه على أخر خطابته بخصوص الحرية و الديمقراطية و حقوق المرأة ولكن ما لم أكن أتوقعه هو أن كل سبب ذلك هو شجاره مع صديقته في الحزب و السرير و السبب كان " الواقي ''.
لقد فتحت موضوع التوتر مباشرة مع سائقه '' أحمد '' وهو من الشبان الذين لا يضيعو شيئا . أخبرته أنني لم أعد أعرف أبي بسبب توتره الشديد الذي جاء به اليوم . فرد في مكر و خبث معروف منهم : يجب أن لا تخبر أحد .
وسرد لي القصة التي تؤكد أن أبي تشاجر مع صديقته و هو على السرير بسبب الواقي الذي لا يحب أن يستعمله و لكل هذه المرة صديقته أخبرته أن من حريتها أن تمارس باستعمال الواقي و لأن أبي يعرف الدراسة الامريكية التي أكدت سابقا أن جميع مضار الواقي تعود على الرجل فقط و لا أثر لها على المرأة رفض ذلك و نزل من الفندق و هو يتشاجر معها .
لهذا عاد أبي إلى البيت وهو يصف الديمقراطية بالفتاة العاهرة . وبكل أشكال الحرية . و تنصل من كل خطاباته التي كان يزعز بها قاعات المؤتمرات . لم يمكن في بادء الامر لي أي شعور عكس ما يحدث لي اليوم عندما أشاهد أي إعلان يدعو للانتخاب و المشاركة في العملية السياسية في الجزائر . بينما هم يجمعون بين الحرية و الواقي ..بين الديمقراطية و المقروطة .
وهذا هو واقعنا اليوم أحبنا أو كرهنا لهذا سأضل أشجع كل من يقول لا للانتخاب .
*غالبا لا أعيد قراءة نصي عندما أكمله لهذا المرجو عدم المعاتبة الاخطاء الاملائية .
فبعد ليبيا و سوريا هناك من سيعاني حتما من هذه الشتاء المظلمة الباردة و القارصة التي لا ترحم .
إن جدتي قبل أن ترحل علينا إلى الابد سمعتها مرة توصي أبي الذي أصبح ينسى منذ مدة أنه يملك عائلة و أبناء و أصبح يجري وراء " مؤخرات السياسة " سمعتها و كان لي الشرف و أنا صغير لا أتجاوز 15 سنة أن أحفظ كلامها الذي صنفته أنذاك في'' الكلام الخطير'' الذي لا ينسى دون أن أفهم معناه الحقيقي :
كانت تقول له وهي التي لا تفهم في السياسة و لم تعرف باب المدرسة : إحذر من'' المقروطة '' - وكانت تقصد الديمقراطية - هذه المقروطة التي تعني الحرية ...أو أقولك كلام أحسن أترك السياسة كلها .
فرد بصمت رهيب : السياسة لا يمكن يا أمي .
فقالت له :" شوف " أنا الان في عمري 90 سنة و ستنتهي صلاحيتي قريبا ..لقد مارست المقروطة طيلة 40 سنة سابقة ..لقد مارستها منذ ما كان عمري 50 سنة مارست حريتي و كذبت عليكم طيلة هذه السنوات .
شاهدني الان يابني لقد كنت منذ عمر الخميس أن أقوم بكل الحركات التي كنت أدعى أني لا أستطع العمل بها . لقد كذبت عليكم عندما قلت لكم أني لا أستطع عمل شيئا لا أستطع الحركة لا أستطع التنقل ولا عمل أي شي
ولكن الحقيقة هي عكس ذلك فأنا إلى اليوم يمكنني عمل كل ماقلت أنه لايمكن ..لقد كذبت عليكم ...لقد مارست المقروطة ...مارست الحرية. و كذبت على الجميع .
لهذا لا أنصحكم بعدم العمل بالمقروطة فإنها في الواقع كذب و أوهام و مثالي بسيط .
أبي في الواقع كان يسمع فقط و لم يكن يناقش و بالتالي لم يكن يمارس في ديمقراطية مع أفراد العائلة الاكبر منه بالرغم من أنه كان دائما يتغنى بالديمقراطية في جميع شعاراته السياسية و خاصة في المؤتمراته الحزبية .
ولكني مازلت أتذكر عندما عاد يوما بعد وفاة جدتي بسنوات مؤكدا أن كلامها كان على صواب و أن الحرية في الجزائر مجرد أوهام .
قالي لي بالحرف الواحد أنه من المستحسن عدم تمرير الحرية بسهولة للشعوب و عدم الاعتراف السريع بحقوق المرأة في البلاد .
لم أكن أعرف حقيقة توتر الاب بهذا الشكل و حقيقة دورانه على أخر خطابته بخصوص الحرية و الديمقراطية و حقوق المرأة ولكن ما لم أكن أتوقعه هو أن كل سبب ذلك هو شجاره مع صديقته في الحزب و السرير و السبب كان " الواقي ''.
لقد فتحت موضوع التوتر مباشرة مع سائقه '' أحمد '' وهو من الشبان الذين لا يضيعو شيئا . أخبرته أنني لم أعد أعرف أبي بسبب توتره الشديد الذي جاء به اليوم . فرد في مكر و خبث معروف منهم : يجب أن لا تخبر أحد .
وسرد لي القصة التي تؤكد أن أبي تشاجر مع صديقته و هو على السرير بسبب الواقي الذي لا يحب أن يستعمله و لكل هذه المرة صديقته أخبرته أن من حريتها أن تمارس باستعمال الواقي و لأن أبي يعرف الدراسة الامريكية التي أكدت سابقا أن جميع مضار الواقي تعود على الرجل فقط و لا أثر لها على المرأة رفض ذلك و نزل من الفندق و هو يتشاجر معها .
لهذا عاد أبي إلى البيت وهو يصف الديمقراطية بالفتاة العاهرة . وبكل أشكال الحرية . و تنصل من كل خطاباته التي كان يزعز بها قاعات المؤتمرات . لم يمكن في بادء الامر لي أي شعور عكس ما يحدث لي اليوم عندما أشاهد أي إعلان يدعو للانتخاب و المشاركة في العملية السياسية في الجزائر . بينما هم يجمعون بين الحرية و الواقي ..بين الديمقراطية و المقروطة .
وهذا هو واقعنا اليوم أحبنا أو كرهنا لهذا سأضل أشجع كل من يقول لا للانتخاب .
*غالبا لا أعيد قراءة نصي عندما أكمله لهذا المرجو عدم المعاتبة الاخطاء الاملائية .
هذا الموضوع كتبته يوم الأربعاء، 29 فبراير 2012 ضمن تصنيف
مقالات و روايات شخصية
فأن اصبت فمن الله وحده و ان اخطات فمن نفسي و الشيطان . يمكنك نقل اي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر و ذكر رابط الموضوع الاصلي للاتصال او الاستفسار عن اي موضوع من
هنا.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
اكتب تعليقك